عاشق الصمت المديـــــر العـــــــــام
عدد الرسائل : 2504 العمر : 36 المزاج : انـــا بـــحـــبـــك بــــجـــنـــون بـــس يـــا ريــــت حـــبــــك يــــكــــون صـــــادق يـــا كـــــذابــــة تاريخ التسجيل : 15/09/2009
| موضوع: وقفات مع الشاعر المتنبي الأربعاء أكتوبر 28, 2009 8:16 am | |
| قـــال أبو الطيب المتنبي :على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكـارم وتعظم في عين الصغير صغارهــا **** وتصغر في عين العظيم العظـائم يكلف سيف الــدولة اليــــوم همــه **** و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم و يطلب عند الناس ما عند نفســــه **** وذلك ما لا تدعيه الضراغــم يفدي أتم الطيــر عمرا سلاحــــــه **** نسور الفلا أحداثها و االقشاعـم وما ضرها خلق بغير مخــــــــــالب **** وقد خلقت أسيافه و القوائــم هل الحدث الحمراء تعرف لونهـــــا **** و تعلم أي الساقيين االغمائـم سقتها الغمام الغـــــر قبل نزولـ ـه **** فلما دنا منها سقتها الجماجــم بناها فاعلى و القنا يقرع القنـــــا **** و موج المنايا حولها متلاطــم وكان بها مثل الجنـــــون فاصبحت **** ومن جثث القتلى عليها تمائـم طريدة دهــر ساقها فرددتهــــــــا **** على الدين بالخطي و الدهر راغم
وكيف ترجى الروم و الفرس هدمها **** و ذا الطعن آساس لها و دعائـم وقــد حاكموها و المنايا حواكــــم **** فما مات مظلوم ولا عاش ظالـم أتوك يجــرون الحديــد كأنمــــــــا **** سروا بجياد مالهــن قوائــم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهـــــــم **** ثيابهم من مثلها و العمائـــم خميس بشرق الأرض و الغــــــــــرب ****زحفه و في أذن الجوزاءمنه زمازم تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ و أمــــــــــــة **** فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجـم فللّه وقت ذوب الغش نــــــــــــــاره **** فلم يبق إلا صارم أو ضبـــــــــارم تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنــــــــا **** و فر من الفرسان من لا يصــــــادم وقفت و ما في الموت شك لواقــف **** كأنك في جفن الردى و هو نائــم تمر بك الأبطال كلمى هزيمـــــــــة **** و وجهك وضاح و ثغرك باســـــــم تجاوزت مقدار الشجاعة و النهـــى **** إلى قول قوم انت بالغيب عالـــــم ضممت جناحيهم على القلب ضمـــة **** تموت الخوافي تحتها و القـــــوادم بضرب اتى الهامات و النصـر غائب **** و صار إلى اللبات و النصر قـــــادم حقرت الردينيات حتى طرحتهــــــا **** و حتى كأن السيف للرمح شـــــاتم ومن طلب الفتح الجليل فإنمـــــــا **** مفاتيحه البيض الخفاف الصــــــوارم نثرتهم فوق الأُحَيدب كلـــــــــــــه **** كما نثرت فوق العروس الـــــــدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى**** وقد كثرت حول الوكور المطـــاعم تظن فراخ الفتخ أنك زرتهــــــــــا **** بأماتها وهي العتاق الصــــــــلادم إذا زلقت مشيتها ببطونهــــــــــــا **** كما تتمشى في الصعيد الأراقـــــم أفي كل يوم ذا الدمستق مقـــــدم **** قفاه على الإقام للوجه لائـــــــــــم يسر بما أعطاك لا عن جهالـــــــة **** ولكن مغنوما نجا منك غـــــــــــانم ولست مليكا هازما لنظيــــــــــره ***** ولكنك التوحيد للشرك هــــــــــازم
التعريف بالشـــاعر : الشاعر هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الكوفي الكندي ( 303 – 354 هـ ) المعروف بالمتنبي ولد سنة 303 هـ بمحلة كندة بالكوفة ، وتربى فيها ولما بدت عليه أمارات النجابة أخذ العلم عن علماء الكوفة ثم انتقل إلى الشام ونزل بالقبائل البدوية فأخذ عنهم الفصاحة واستقام له الشعر. وكان في المتنبي طموح جعله يتنقل كثيرا بين البوادي والحواضر يقصد العظماء واحدا بعد الآخر وكان من بين هؤلاء الذين اتصل بهم سيف الدولة الحمداني أمير حلب الذي قربه منه واصطحبه معه في رحلاته وحروبه، وظل المتنبي يسعد بتلك الصحبة ويتقلب في تلك النعمة حتى دس له بعض منافسيه عند سيف الدولة ، وأغضبوه عليه، ففر المتنبي إلى مصر ثم عاد بعدها إلى الكوفة ، ومنها رحل إلى فارس ثم عاد إلى العراق ، ولكنه قتل وهو في طريق عودته إليها سنة 354 هـ . وللمتنبي ديوان يجمع الكثير من شعره الذي يدور حول المدح، والرثاء، والفخر، والهجاء ، والغزل ، والوصف والحكم . كانت الحروب لا تكاد تهدأ بين دولة الحمدانيين ودولة الروم وكان من المعارك التي خاضها سيف الدولة ضد الروم معركة ( الحدث ) تلك التي يرجع سببها إلى أن الروم استولوا على ثغر من ثغور الدولة العربية يسمى ثغر الحدث ، وأرادوا هدم القلعة التي كان قد بناها به سيف الدولة فخرج الأمير الحمداني في سنة 343 هـ ولقي الروم في معركة طاحنة وقتل وأسر الألوف من جنودهم وانتهت المعركة بهزيمة منكرة لجيش الروم ، ونصر مبيت لسيف الدولة الذي أقام بعد ذلك بثغر الحدث حتى أعاد بناءه وأتم بناء قلعته. وكان المتنبي قد شهد تلك المعركة بنفسه، وأعجب ببطولة سيف الدولة ، فقال قصيدة رائعة سجل فيها أحداث تلك المعركة ومدح فيها سيف الدولة التي منها هذه الأبيات. | |
|