ابن فلسطين الرمنسي عضو فعال
عدد الرسائل : 489 العمر : 31 الموقع : دير قديس رام الله العمل/الترفيه : شفير فرشة المزاج : لو كنت دمعتي ما ابكي لاجل ما اخسرك ولو انجبرت ابكي اشرب دمعتي ولا اخسرك تاريخ التسجيل : 19/10/2009
| موضوع: اكتشاف جبل القفزة ومغارة القفزة الأربعاء نوفمبر 04, 2009 11:54 am | |
| يقع جبل القفزة جنوبي مدينة الناصرة، يرتفع عن سطح البحر 397م و عن مرج ابن عامر القريب 280م، يقدسه المسيحيون لاعتقادهم أن أعداء السيد المسيح أخذوه إلى قمة هذا الجبل ليتخلصوا منه لكنه اختفى فجأة فاعتقد أنه قفز ولهذا سمي الجبل 'جبل القفزة'. عند أقدام الجبل من الجهة الغربية بقايا دير بيزنطي تقابله مغارة القفزة التي وجد فيها حوالي 12 هيكلا عظميا لإنسان العصر الحجري الذي سمي 'إنسان القفزة'.
اكتشاف مغارة القفزة: لعل أول من تنبه لوجود مغارة القفزة كان الرهبان الفرنسيسكان. و قد سارعوا عالم الآثار الفرنسي نويل، الذي كان يشغل منصب قنصل فرنسا في القدس، بأمر المغارة فبادر هذا إلى تجنيد الأموال لعملية بحث و تنقيب، و بوشر بالعمل سنة 1926. و قد تم إنجازه على ثلاث مراحل: *المرحلة الأولى: تم فيها الكشف عن الطبقة العليا التي شملت أنقاض كنيسة صغيرة. *المرحلة الثانية: و تم فيها الكشف عن الطبقة الوسطى و العثور على:
· آثار لمواقد نار
· كسر من قطع فخارية
· كميات من بقايا و مخلفات و 'نفايات صناعية'
· قطع من الظران
· طبقات من الرماد
· كميات من عظام حيوانات مختلفة كان قد تم ؟؟؟؟، مثل القوارض، الأيل متشعب القرنين، الأيل الأحمر، الثور البري، الوعول، الخنازير و الخيول البرية.
و قد قادت هذه المخلفات إلى استنتاجين:
· إن هذه المغارة كانت تستخدم مأوى للصيادين و الرعاة لفترات موسمية فقط (قد تمتد أحيانا طوال شهور عديدة)، الأمر الذي الأمر الذي حال دون لجوء الطيور الجارحة إليها و التعشيش فيها.
· أن إنسان هذه الحقبة كان يفصل بين مكان السكن و مكان دفن موتاه، فكان يأوى في مكان و يدفن موتاه في آخر، لذا لم يتم العثور في هذه الطبقة على أية مدافن أو هياكل عظمية بشرية.
*المرحلة الثالثة: وهي أكثر إثارة للاهتمام و الدراسة. و كانت هذه الطبقة تقع على مستوى المدخل و بمحاذاته. و فيها تم الكشف عن الطبقة السفلى و الأرضية. و تحوي على آثار و مخلفات تعود إلى العصر الحجري الجديد و هي عبارة عن: · كميات محدودة من الظران مع أشكال مختلفة
· بقايا مواقد نار
· عظام حيوانات: قوارض، أيل متشعب القرنين، غزال، ثور بري و غيرها
· كسر من جمجمة امرأة مع الفك السفلي
· كسر من عظام جمجمة رجل
· أصداف و محار من البحر الأبيض المتوسط
· أربعة هياكل بشرية كاملة. و قد أرسلت شدن الهياكل إلى مختبرات باريس للتأكد من عمرها و بعد فحصها بالحامض الأميني ثبت أن عمرها يعود إلى حوالي ستة و تسعين ألف سنة ق.م .
و في هذه المرحلة يمكن الخلوص إلى استنتاجين:
· المخلفات تشير إلى أن المكان استعمل لدفن الموتى أيضا.
· أصداف و محار البحر الأبيض المتوسط يدل على أن المجموعة التي لجأت إلى المغارة هاجرت إليها من شواطئ البحر المتوسط. و استمر التنقيب فأسفر عن العثور على هيكل عظمي بشري عالق تحت صخرة ضخمة. و أثناء محاولة استخلاص الهيكل من تحت الصخرة انهارت المغارة و تكدست الرمال فأوقف التنقيب و لكنه استؤنف سنة 1965 أي بعد الجولة الأولى بتسع و ثلاثين سنة. و كانت هذه المرة تحت أشراف ووندر مرش. و تم العثور في هذه المرحلة على أهم المخلفات:
هياكل عظمية و كسر عظام بشرية لعشرين شخصا و بينها: · بقايا عظام مبعثرة لعشرين شخصا
· 13 هيكلا عظميا بشريا كاملا: ستة أشخاص كبار و سبعة أطفال.
و قد تم دفن خمسة هياكل عظمية بعناية تامة دفنا منظما في حفر ضحلة قليلة العمق في أرضية المغارة. و كان بين هؤلاء المدفونين:
· جثة رجل راقد في حجرة صغيرة مستلقيا على جانبه الأيمن و هو مضموم القدمين مثنيهما باتجاه الصدر (وضع الرحم).
· جثة لامرأة في مقتبل العمر مستلقية على جانبها الأيسر مثنية القدمين مضموميهما أيضا و إلى جانبها طفلها ممددا ملقيا برأسه على صدرها. · مدفن مشترك لرجل بالغ و فتى في مقتبل العمر. الرجل مدفون في و ضع الرحم: مثني الرجلين مضمومهما باتجاه الصدر وعند القدمين تمدد هيكل عظمي للفتى. و قد لوحظ وجود ثقب عميق غائر في الجمجمة. و قد وضع على صدر الفتى زوج من القرون المتشعبة لأيل ضخم الجثة. و يعتقد أن الثقب نجم عن نطحة أيل للفتى في جمجمته مما أدى إلى وفاته فدفن و دفنت معه آلة القتل.
و بعد الفحص تبين أن المخلفات البشرية السابقة يعود تاريخها إلى فصيلة الإنسان العاقل (الهومو سابيانس Homo Sapiens). و ماذا بعد... إنسان مغارة القفزة؟ مر ما يقارب المائة ألف عام منذ سكن الإنسان الفلسطيني مغارة القفزة إلى ظهور السيد المسيح في القرن الأول الميلادي. و قد تتابعت على منطقتنا مئات القرون و تقلبت عليها الموجات البشرية. و كان من أهم الموجات المذكورة الموجات السامية العربية: · الآشوريين و الأكاديين في الألف الرابعة ق.م · الآموريين و الكنفانيين حوالي سنة 2500 ق.م · الآرامية المؤابية، الآرومية، و العمونية حوالي سنة 1500 ق.م · الأنباط و اللخميين (المناذرة) و الغساسنة منذ القرن الخامس ق.م · و كذلك من غير العرب مثل: الحثيين، الحورنيين، الفلسطينيين و اليهود.
و قد استقرت هذه الشعوب في المنطقة بأسرها فاستوطنتها و عمرتها و حضرتها. و بنت القرى و المدن التي أتت المصادر على ذكرها (على سبيل المثال : أريحا، بيسان، بئر السبع، دمشق و غيرها) و لكنها لم تذكر أي شيء عن مدينة الناصرة و لم تترك أية إشارات تدل على وجودها. حقا كانت موجودة حية ترزق و لكن لا خبر عنها. كانت حاضرة ميدانيا و لكنها غائبة عن التاريخ. و لكن الصورة لم تلبث أن تغيرت فظهرت المدينة و طفت على سطح الأحداث و ملأت صفحات التاريخ بفضل حدث فريد هام هو ظهور السيد المسيح ابن المدينة. و كان ذلك في أوائل القرن الميلادي الأول حين كانت البلاد واقعة تحت حكم الإمبراطورية الرومانية التي عينت هيرودوس حاكما على البلاد. منذ لحظة البشارة بالمسيح لم تنزل المدينة عن مسرح الأحداث. نعم! لقد احتلت مدينة البشارة مركزا دينيا تاريخيا أبديا مرموقا من تلك اللحظة إلى أن يأذن المولى بنهاية العالم | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: اكتشاف جبل القفزة ومغارة القفزة الأربعاء نوفمبر 04, 2009 2:10 pm | |
| |
|