https://www.youtube.com/watch?v=RFqWSEEcz5Aفيديو للكسوف
البشاير - خاص :
يرصد مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية، صباح غد الجمعة، 15 يناير الجاري، ظاهرة الكسوف الجزئي للشمس، الذي سيكون مرئيًّا في كل أنحاء جمهورية مصر العربية.
واحتفالاً بهذا الحدث السماوي الرائع، يدعو مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية جميع المهتمين بالظواهر الطبيعية إلى المشاركة في رصد الكسوف من ساحة المكتبة "البلازا"، وذلك من خلال أجهزة فلكية خاصة برصد الشمس، وتحت إشراف فلكيين متخصصين.
تبدأ الأرصاد في تمام الساعة السابعة صباحًا، ويعقب الأرصاد محاضرة عامة بعنوان "رحلة إلى الشمس"، يقدم فيها الباحث أيمن إبراهيم، أخصائي أول علم الفلك بمركز القبة السماوية، معلومات مشوقة عن ظاهرتي الكسوف والخسوف، وطبيعة وخصائص الشمس والقمر.
ويقول الباحث الفلكي أيمن إبراهيم " إن ظاهرة الكسوف الشمسي من أروع الظواهر الطبيعية، وتحدث نتيجة لمرور القمر بين الأرض والشمس. يبدأ الكسوف بعد الشروق بقليل، في تمام الساعة 7:05 صباحًا بتوقيت القاهرة، وستختلف توقيتات الكسوف قليلاً من مدينة مصرية إلى أخرى، بامتداد مصر، وسيستغرق الكسوف حوالي ساعتين".
ويشير إلى أنه في الإسكندرية، تشرق الشمس مع بداية الكسوف، في تمام الساعة السابعة صباحًا، وسيحجب القمر حوالي 25 % من قطر الشمس، في أقصى مراحل الكسوف. ويحذر أيمن إبراهيم من النظر إلى الشمس بالعين، أو بالتلسكوب، أو بأي منظار، مؤكداً أن الشمس لا ترصد إلا من خلال الأجهزة العلمية المعدة لذلك، وتحت إشراف فلكيين متخصصين.
وتعد ظاهرة الكسوف الشمسي من أروع الظواهر الطبيعية، وتحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، فيسقط ظل القمر على سطح الأرض، ويتحرك بسرعة كبيرة، عابرًا مساحات واسعة من كوكبنا. وفي المناطق التي يمر عليها ظل القمر يرى الكسوف. وهناك أربعة أنواع من الكسوف الشمسي: الكسوف الجزئي partial eclipse، والكسوف الكليtotal eclipse ، والكسوف الحلقيannular eclipse ، والكسوف الحلقي-الكليhybrid eclipse .
وفي الكسوف الكلي للشمس، تحتجب الشمس تمامًا خلف القمر المحاق، وتظلم السماء، وتصبح ملونة بلون أزرق داكن جميل، إذا كانت السماء صافية، وتظهر بعض الكواكب والنجوم اللامعة نهارًا، وتتجلى الهالة الشمسية solar corona، وهي الغلاف الغازي الخارجي للشمس، وتشبه تاجًا من وهج أبيض خلاب، مماثل للؤلؤ في لونه، حول القمر، ولهذا تسمى أيضًا الإكليل الشمسي. وفي الظروف العادية، لا يمكن رؤية الهالة الشمسية، إذ أن ضوء الشمس الباهر يطغى على الإكليل الباهت.
وظل القمر يتكون من جزأين: جزء مركزي داكن، هو الظل umbra، وجزء خارجي أكثر اتساعًا وأقل إظلامًا من الظل، هو شبه الظل penumbra، والكسوف الكلي يرى فقط في المناطق التي يمر عليها الظل، وهي مناطق محدودة، تقع على امتداد شريط ضيق وطويل، هو المسار الذي يقطعه الظل على الأرض، ويعرف أيضًا بمسار الكسوف الكلي totality path؛ وعادةً، لا يتجاوز عرض مسار الظل على سطح الأرض حوالي مائتين كم، إلا أنه يمتد لآلاف الكيلومترات. ويصاحب الكسوف الكلي دائمًا كسوف جزئي، يكون مرئيًّا في الأماكن التي يغطيها شبه الظل، واتساعها آلاف الكيلومترات.
ولا تتأثر إضاءة النهار بدرجة كبيرة أثناء الكسوف الجزئي، إلا إذا كان موقع رصد الكسوف قريبًا من مسار الكسوف الكلي، وهو ما حدث في مدينة الإسكندرية، في 29 مارس 2006، إذ أظلمت السماء بدرجة كبيرة خلال الكسوف الذي حدث في ظهر ذلك اليوم، لأن مسار الكسوف الكلي مر قريبًا من الإسكندرية، في بعض مدن محافظة مطروح، ومنها مدينة السلوم. وفي حالات يكون الكسوف جزئيًّا فقط، وفيه يمر شبه ظل القمر فقط على سطح الأرض، وقد حدث كسوف جزئي في 12 أكتوبر 1996، وكان مرئيًّا في مصر، وتم رصده بواسطة الباحث أيمن إبراهيم.
وأحيانًا يكون قرص القمر أصغر من الشمس، وذلك لأن مدار القمر حول الأرض ليس دائريًّا تمامًا، بل بيضاويًّا بدرجة ملحوظة، وتبعًا لذلك يتغير بعد القمر عن الأرض بين حوالي 365 ألف كم و 407 ألف كم، ولهذا يبدو القمر أصغر من الشمس عندما يكون في أبعد أوضاعه عن الأرض، وهذا يهيئ الظروف لمشاهدة كسوف حلقي للشمس.
والكسوف الشمسي الحلقي ظاهرة مثيرة، ومبهرة، وفيها لا يحجب القمر الشمس تمامًا، بل تبقى من الشمس حلقة براقة شديدة السطوع، تحيط بالقمر المحاق، الذي يبدو في هذه الحالة أصغر من الشمس، خلال أقصى مرحلة من الكسوف، وتسمى هذه الحلقة "حلقة النار" ring of fire. وفي الكسوف الحلقي، لا يمكن رؤية الهالة الشمسية.
والنوع الرابع من الكسوف، وهو الكسوف الحلقي-الكلي، نادر الحدوث، وسبب تسميته أنه خلال هذا الكسوف ترى بعض المناطق التي يقطعها ظل القمر كسوفًا كليًّا، بينما في مناطق أخرى يكون الكسوف حلقيًّا، وسبب ذلك اختلاف واضح، ولكنه صغير، في بعد القمر عن مواقع الرصد على طول مسار ظل القمر، وعليه يبدو القمر أصغر من الشمس في الأماكن التي ترى كسوفًا حلقيًّا.