الجراحة التجميلية تعيد البسمة لضحايا الحوادث والانفجارات في العراق

جريدة النور / عبدالعزيز عليوي
كان مصطلح الجراحة التقويمية غريبا علينا حتى وقت قريب وقد يجهله أكثر العراقيين لولا ظروف الحروب المتكررة التي مر بها العراق خلال العقود الثلاثة المنصرمة والتي افرزت حالات عوق واصابة وتشوهات جسدية لايمكن معالجتها الا من خلال اجراء عمليات تجميل والتي يختص بها عدد محدود من الاطباء العراقيين.
الجراحة التقويمية التي لا يتجاوز عمرها النصف قرن بعد ان انطلقت في العراق بداية الستينات كفرع من الجراحة العامة كان لها دور بارز وحاسم في اعادة الامل بالحياة ورسم البسمة على شفاه عراقيين هددت حياتهم او كان مقررا بتر جزء من اجسادهم برغم الامكانات المحدودة والظروف الصعبة التي يمر بها المرضى والاطباء في ظل غياب شبه كامل للمنظمات الانسانية الدولية وضعف الدعم الحكومي بسبب انعدام المراكز المتخصصة في هذا المجال وصعوبة حصول بعض الحالات المستعصية على فرصة السفر للعلاج خارج القطر في ظل الضغط الذي تعاني منه المستشفيات في العراق.
زيارة لم تكتمل
لم يكن الشاب العشريني (ستار حبيب) من مدينة الصدر يعلم ان فرحته باداء مراسم الزيارة الشعبانية سوف تكون مفتاحا لاوجاع وماس قد تنتهي وقد تدوم طويلا حيث اصيب هذا الشاب بانفجار عبوة ناسفة زرعت على طريق الزوار قرب ملعب الشعب مما ادى الى اصابة بالغة في الوجه والفكين ادت الى تشوه وجهه بالكامل بعد ان تطايرت قطع اللحم منه وزالت شفاهه بصورة نهائية, وتحدث (ابو ستار) بألم عن رحلة العلاج المؤلمة هي الاخرى حيث كان مضطرا للرقود في مستشفى الجراحات التخصصية في مدينة الطب عدة اشهر لاجراء عمليات تجميل للوجه والفكين والتي تمت بنجاح بفضل الله وعناية الاطباء لكن المشكلة تكمن في جراحة الشفاه والتي تتطلب قطع جزء من اللحم من مكان اخر من جسم ولده وترقيعها كشفاه جديدة وهذه عملية صعبة ودقيقة, وابدى ابو ستار استغرابه من غياب اي دعم او حتى تعويض بسيط لضحايا الانفجارات يعينهم في اكمال مراحل العلاج وناشد الجهات الانسانية والحكومية التدخل لعلاج بعض الحالات التي يتطلب علاجها امكانات تفوق قدرة المرضى على توفيرها.
خبرة كبيرة ومستلزمات محدودة
وبين اخصائي الجراحة التقويمية الدكتور كمال الحسيني ان هذا النوع من الجراحة انطلق في الستينيات من القرن الماضي كفرع من الجراحة العامة في مدينة الطب ومن اوائل رواده كان الدكتور عصام العمري ثم الدكتور مثنى القصاب والدكتور زهير صبري الذين عملوا بالتتابع في تطوير هذه الجراحة التي اصبحت اكثر وضوحا في نهاية السبعينيات وكان للدكتور علاء بشير دور في تطوير هذه الجراحة وتاسيس مركز الجراحة التقويمية في مستشفى الواسطي ومن ثم الدكتور عبد الباقي الخطيب في مدينة الطب الذي ساهم ايضا في تطوير قسم جراحة التشوهات الولادية بفتح مركز لشق الشفة والحنك الولادي في مدينة الطب,وكذلك الدكتور زكريا الاعرجي كان له دور في تشجيع وابراز البحوث الاكاديمية للتجميل في الهيئة العراقية لجراحة التقويم واكد الدكتور الحسيني ان العراق يمتلك كوكبة من الاطباء يشار لهم بالفخر والبنان لما يبذلوه من جهود مضاعفة لانجاح العمليات التي تقام للمرضى في ظل الامكانات المحدودة ونقص المستلزمات التي خلفها الحصار الذي عزل العراق عن منابع العلم والتطور فضلا عن الحروب المتكررة التي جعلت الاطباء يعملون باستخدام وسائل بسيطة.
طفل تحت مقص التجميل
اما حسين عبد الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره فقد أصيب بحادث دهس مع اخيه الاكبر ادى الى وفاة الاخ الاكبر واصابة حسين بعدة جروح ابلغها كان اصابة رجله اليمنى بثلاثة كسور في العظم وسلخ اللحم عنها بالكامل مما دفع الاطباء في مستشفى الفلوجة القريب من مكان الحادث الى النصح بضرورة بترها بسبب تلف قد يكون اصاب شرايين واوردة الرجل ووضع العظم بهذه الصورة قد يؤدي الى مضاعفات لاتحمد عقباها فضلا عن برودة الرجل التي توحي بانها رجل ميتة, اكد والد المريض ان تحسنا بسيطا فيها دفع بالاطباء الى تحويله الى اخصائي التجميل طارق الحمداني في الاعظمية الذي اجرى له عمليتي تجميل في مستشفى الرحمة تبين بعدها ان الرجل قد تعود للحياة برغم عدم شفائها بالكامل وان الامر قد يتطلب سنة علاج على الاقل واضاف رغم ان تكاليف العلاج كانت باهظة وان حالتي المادية لم تكن تكفي لتغطيها لكن الطبيب كان متعاونا جدا معنا وبذل جهدا كبيرا في سبيل انجاح العملية
كما عانى الطفل رافع نجم اللهيبي البالغ 12 سنة كثيرا من عمليات التجميل المتكررة التي اجريت له في يده اليمنى حيث تم ترقيعها باقتطاع اجزاء من يده اليسرى لترقيع اليد المصابة بعد ان اصيب بانفجار استهدف رتلا اميركيا في خان بني سعد بديالى حين كان يلعب مع اصدقائه من الاطفال
العراق يحتاج لمراكز متخصصة وليزر وابر ومناظير طبية
وفي ما يتعلق بتكاليف عمليات التجميل التي تتراوح في العراق بين 2-3 ملايين دينار عراقي اكد الدكتور (كمال الحسيني) انها تقترب من الاسعار في الدول المجاورة لكن الاسعار في دول الخليج تكون مضاعفة بحكم خبرته بالعمل في اكثر من مستشفى عراقي وخليجي لكن المشكلة تكمن في نقص التطور التقني لهذه الجراحة كاستخدامات الليزر والخيوط الطبية والمناظير والادوية والابر الخاصة بالجراحة التي يكاد يكون اغلبها مفقودا في العراق فضلا عن افتقار العراق للمراكز الطبية المتخصصة في هذا المجال والتي يمكن من خلال تطورها اختصار وقت اجراء العمليات للمرضى واضاف الدكتور الحسيني انه عمل في مستشفى الواسطي ومستشفى الجراحات التخصصية في مدينة الطب حيث كانت صالات العمليات شغالة طوال ايام الاسبوع من دون كلل او ملل وكانت نتائج العمليات جيدة بفضل الله رغم ظروف العمل.

مشكور عاشق الصمت على المجهود الرائع

يسعدني مروركم
وكلماتكم الرائعة في متصفحي
دمتم ودام
حضوركم الجميل والمميز
لكم مني كل الاحترام والتقدير
مع اجمل التحايا لكم ولجميع من يمر من هنا...

الجراحة التجميلية تعيد البسمة لضحايا الحوادث والانفجارات في العراق 101830_1212527565

ولك ايضا يا عاشق الصمت اجمل التحيات