بدؤا بتفتيش أغراضه البسيطة القليلة
وصلتهم معلومات ان في هذه الزنزانة ممنوعات ....محظورات ...مُحرمات
فدمروا .... ومزقوا.... وكسروا
وأخيرا وجدوا الممنوعات ......................
وجدوا أوراقا كتب عليها الأسير عن
الوطن ............. عن الحب
وهما أمران ممنوع على الأسير ان يكتب عنهم
ممنوع عليه ان يتحدث عنهم
ممنوع ان يحلم بهم....
أخذوه للتحقيق............... وبغرفة معتمه.........وجلاد قاس ...
بدأ التحقيق:
لماذا تكتب عن الوطن؟؟؟
لماذا تكتب عن الحب ؟؟؟
يبقى صامتا لايجيب
زاد الجلاد من قسوة سياطه......
أمر المحقق جلاده ان يتوقف ليكمل التحقيق...
وليسمع كلام الأسير ....لكنه لم يسمع أي كلمه
فقط شاهد دموعا من عيني الأسير
غضب المحقق ...امر الجلاد ان يستمر بالتعذيب...وان يزيد من قسوة الضربات ... ان يملأ جسد الأسير بتواقيع الظلم ..القسوة ..الحقد.
فالدمعه تعني انه لازال يكتب عن الوطن
الدمعة تعني انه لازال يكتب عن الحب
وفي الأسر يتشابه الوطن بالألم ...ويتشابه الحب بالألم.
مر الوقت طويلا....... طويلا ...طويلا جدا
الجلاد لازال يخط بسوطه على جسد الأسير...
لم يعرف قيمة هذا الوقت سوى ذاك الأسير .
بدأ الأسير بالابتسام
استغرب المحقق..... امر الجلاد بالتوقف...
لعل الأسير قد استسلم..........
تحولت بسمات الأسير الى ضحكات .... ضحك بصوت عال.
ففي ذروة الألم يتحول طعم الألم الى طعم آخر .
وقد يكون هذا الطعم معاكسا لطعم الألم...
سارع المحقق وقدم ورقة وقلم ...لعل الأسير يكتب اعترافه.
ضحك الأسير ..... وخط على الورقة بضع كلمات :
توقف القلم عن الكتابة ..
توقف وجه الأسير الباسم عن الحركة ..
فقط تحركت دمعه من عين الأسير.... سالت على وجهه .. وسقطت على الورقة التي كتب عليها :
(( ما اسمى وأصعب ان يكون موتي هو طريقي للحياة ))